• تاريخ النشر : 30/07/2016
  • 669
مصدر الفتوى :
فتاوى المسجد الحرام - رمضان 1435
السؤال :

يقول السائل : ما حكم التسبيح بالسبحة ؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; الأحاديث الواردة في ذلك ضعيفة، والتسبيح يكون باليد لا بأس بذلك، والأخبار الواردة قسمان:  قسم يتعلق بالتسبيح باليد، وقسم يتعلق بالتسبيح بالحصى، الوارد في التسبيح باليد أحاديث جيدة، والواردة في التسبيح بالحصى أحاديث ضعيفة، الوارد في التسبيح باليد التسبيح باليمين، وهذا قول وهذا الصحيح زاد محمود بن الجوهري ليكن التسبيح باليمين، كذلك حديث يسيره بنت ياسر هذا حديث برواية عثمان بن هانئ عن أمه حميضه بنت ياسر عن عن جدته يسيره، وكانت من المهاجرات قالت: قال: لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم" عليكن بالتسبيح، والتهليل، والتقديس، واعقدن بالأنامل، فإنهن مسئولات مستنطقات، ولا تغفلن فتنسين الرحمة "(1) رواه الترمذي، هذا الحديث سنده مقارب، ليس بذاك الضعيف وبعض العلماء جوده فهو حديث يستدل به، في المقابل، روى حديث عن سعد بن أبي وقاص، وعن صفيه عند الترمذي، وهما حديثان ضعيفان. حديث سعد أنه دخل على امرأة وبين يديها نوى تسبح به، أو حصى،(2) وكذلك حديث صفيه حينما دخل عليها، وفي يديها حصى تسبح بها فالغالب عليه أنه ضعيف، وما ضعفه أكثر أنه النبي عليه الصلاة والسلام قال:"ألا أدلك على خير؟ (3)"يعني لم ينكر عليها، لكن نقلها إلى الأفضل، إستدل من قال: إن الحصى يجوز التسبيح بها، والحديثان ضعيفان،ثم النبي عليه الصلاة والسلام قال يرشد للتسبيح بما هو أيسر، وأسهل وسكت على هذا، واستدلوا أيضاً بآثار عن الصحابة عن أبي هريرة، كل الآثار التي وردت ضعيفه، وخاصة أشهرها أثر أبي هريرة عند أبي داوود، أخرجه وفيه مجهول،أو نقول الحديث غير صحيح، وجاء في هذا آثار عن الصحابة مقطوعة، وموقوفة، والسيوطي رحمه الله ذكر في كتابه الفتاوى" المنحه في السبحة" وساق في هذا أحاديث مع أن السيوطي رحمه الله ليس عنده تحقيق جامع، بل هو يجمع رحمه الله، فهذه المسألة تحتاج إلى تحقيق وبالجملة إذا نظرنا إلى التسبيح وجدنا أنه أنواع، النوع الأولى: التسبيح بالأصابع هذا مشروع بلا خلاف، ولا نزاع وهو التسبيح كما روي عن النبي عليه الصلاة والسلام، وهو الأسلم، النوع الثاني: التسبيح بالحصى، وهو الذي ذكر هنا، النوع الثالث: التسبيح بالسبحة الخيط الذي به خرز، ونحوه لكن تكون سبحة يعني معتاده ليست كبيره، لا ترى يجمعها بيده يمكن أن يسبح بها. العداد هذا أيضاً.بعض السبح تكون كبيرة، أو تعلق مثل ما تعلق القراب، والمتاع يعني تكون كبيرة جداً بها مئات من الخرز، ، فإذا كان الذي يريد أن يسبح قصده مثل إنسان لا يتقن، ولا يعرف أن يسبح، ولا يستطيع العد مثلاً  كثير من الأحاديث ورد فيها في حديث علي، وسبح ثلاثاً وثلاثين(4)، وحديث أبي هريرة سبحوا ثلاثاً وثلاثين، وحمدوا ثلاثاً وثلاثين، وكبروا ثلاثاً وثلاثين(5)، وحديث كذلك كعب بن عجرة،(6) وحديث عبد الله بن بن عمرو خمسه، وعشرين،(7) وحديث كعب ثلاثه وثلاثون تسبيحه، وثلاثه وثلاثون  تحميده، وأربعه وثلاثون تكبيرهن فكان عداً مقصوداً، بعض الناس يقول لو عددت فإنه تختلط علي، وهذا العد لابد أن يكون مظبوط، ونقول تمام المئة لا إله إلا الله وحده لا شريك له وهو على كل شيء قدير، فيقول: لو أن عددت بالأصابع تختلط ربما فهل أعد نقول لا بأس في ذلك لأنه وسيلة إلى الضبط، وليس المقصود عين الحصى، أو نقول مثلاً حديث أبي هريرة لا إله إلا وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير،(8) ، وكذلك حديث أبي أيوب لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، عشر مرات،(9) وكذلك سبحان الله وبحمده مئة مرة (10) ،كذلك سبحان الله العظيم وبحمده،(11) أحاديث كثيرة جاءت في هذا الباب، وجاءت ألف في صحيح مسلم فقد لا يضبطها فيحتاج إلى العد، والنبي عليه الصلاة والسلام ذكر هذا الذكر المشروع وما كان ذكراً مشروعاً فالوسيلة إليه تكون مطلوبه، وإن كانت ليست مشروعة لذاتها لا لغيرها، مثلا المشي مشروع لكن هذا قد يكون خطوات سنه، ومأجور عليها فالقصد بهذا أن ما كان وسيلة إلى شيء مشروع هذا لا بأس به،  الحال الثاني المسبحة التي بها خرز، هذا في الحقيقة لم ترد في الأخبار حتى الضعيفة، والذي ورد عن بعض الصحابة التسبيح بالحصى لم تجيء السبحة، وبعض العلماء فصل فيها، وابن عباس سئل عنها وقال: استعمالها بحسن نية أمر حسن، ولكن نقول تركها أولى، إلا إذا الإنسان ما تيسر له غير ذلك ويشق عليه مثلاً الحصى، فأرى أن يستعملها لهذا الغرض، ولا بأس به ما دام هو أصله أصل هذا الشيء لكن مهما أمكن أن يكون بالأصابع هذا لا بأس وخاصة بالأذكار المتيسرة، وسهلة الضبط أما النوع الرابع، وهو تكون مسبحة طويلة على الكتف فهذه في الحقيقة قد تدعو إلى الرياء، وإن لم تدعو إلى الرياء فهي سبيل لذلك، ثم سبيل إلى غفلة القلب في الغالب الإنسان الذي يسبح بالمسبحة عيناه ذاهبتان هنا وهنا، قلبه من هنا، وعينه من هنا بخلاف التسبيح بالأصابع، في الغالب يكون أقرب إلى التدبر، أقرب إلى التأمل، وقد يكون العلاج في الحقيقة هذا العداد قد يكون أيسر، وهذا العداد ما يظهر فيه شيء، وليس بسبحة، ويمكن إستعماله، وهو أيسر، وليس له صوره ظاهرة، يعني واضحة بمعنى أنه قد يدعو إلى الرياء يمكن للإنسان أن يسبح به، ويكون العدد واضح بين، وهذا نقول لا بأس به، وهو في الحقيقه ربما يستعمل الإصبع أثناء العد لأنه الظاهر أنه يغمزه غمزاً، فيظهر أنه أيسر فهو يكون كالعلاج لضبط عد التسبيح هذا ما يقع في هذه المسألة. السائل: عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنكر على عد الحصى؟ الشيخ: نعم، يقول: عن عبد الله بن مسعود أنه أنكر مسألة الحصى نقول ابن مسعود رضي الله عنه ما أنكر هذه الحالة،ابن مسعود أثره صحيح، وهو كما ورد عن أبي موسى رضي الله عنه، كان أبو موسى يستشيره كثيراً، قال: يا عبد الله جئت المسجد، وما رأيت إلا خير، رأيت قوماً ومعهم رجل يقول: اذكروا الله بها، سبحوا الله بها، ومعهم حصى يعدون بها، قال: ألا قلت لهم يعدون سيئاتهم، فهذا كفيل ألا تضيع حسناتهم؟ قال: كنت انتظر أمرك، فلبس ردائه عبد الله بن مسعود، وسار معه فدخل عليهم، ووقف عليهم فقال: ما أسرع هلكتكم يا أمة محمد! هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثيابه لم تبلى، وآليته لم تكسر، لقد سبقتم أصحاب محمد علماً، أو جئتم ببدعة ظلماً،(12) قال الراوي: فلقد رأيت بعض أولئك القوم يطاعنوننا يوم النهروان مع الخوارج يبين أنه على بدعه، وعلى ضلاله،الذي أنكره عبد الله بن مسعود رضي الله عنه هو هذا التنظيم، والترتيب في الذكر هذا قوم مجتمعون، وعندهم حصى، ويأمرهم أن يسبحوا بها، ويأخذوا من هذا الحصى، ويسبحون، سبحان الله، سبحان الله، كأنهم يرمون الشيطان هذا ليس تسبيحاً، التسبيح الذي ورد، جاء في الحصى مثلاً فالأفضل عندما يكون الإنسان وحده يسبح هذا يكون أفضل من الذكر الجماعي  يعني على أن هذه المسألة موضع نظر، إلا أنه لما أضافه للإجتماع،وأمر من يأمرهم فابن مسعود رضي الله عنه أنكر هذه الصور، وقال: عدوا سيئاتكم، وأنا ضامن ألا يفوتكم شيء من حسناتكم، وإن كان هذا ظاهر لكن ابن مسعود قال: عدوا قوله عدوا حسناتكم لا يدل على مسألة الإنكار، لأن ابن مسعود لا ينكر التسبيح بالأصابع على هذا ينوع من الحسنات سبحان الله، يعدها قال: عدوا حسناتكم يعني في مقابل السيئات، فالسيئات على هذه الفعلة، أو هذه الصورة التي تفعلونها، هذا الذي أنكره رحمه الله، مع أنه كما تقدم يعني الأخبار في هذا الباب كلها، ما تثبت في مسألة الحصى، يعني أما أثر ابن مسعود فهو ثابت رضي الله عنه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) أخرجه أبو داود حديث رقم(1501) ، والترمذي رقم (3583) وأحمد في المسند(27089), وابنُ حبان (842) انظر صَحِيح الْجَامِع: 4087، (2) عن سعد ابن أبي وقاص‏:‏ ‏(‏أنه دخل مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم على امرأة وبين يديها نوى أو حصى تسبح به فقال أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا أو أفضل سبحان اللَّه عدد ما خلق في السماء وسبحان اللَّه عدد ما خلق في الأرض وسبحان اللَّه عدد ما بين ذلك وسبحان اللَّه عدد ما هو خالق واللَّه أكبر مثل ذلك والحمد للَّه مثل ذلك ولا إله إلا اللَّه مثل ذلك ولا حول ولا قوة إلا باللَّه مثل ذلك‏)‏‏.‏ أخرجه أبو داود (1500) والترمذي (3884) وهو في"صحيح ابن حبان" (837). وحسنه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/ 76. (3) قالت أم المؤمنين صفية رضي الله عنها : دخل علي رسول الله"، وبين يدي أربعة آلاف نواة أسبح بها، فقلت: لقد سبحت بهذه ؟ فقال:  قولي سبحان الله عدد خلقه.. الحديث. أخرجه الترمذي  رقم 3554، والطبراني في الكبير رقم(195)، وفي الدعاء رقم 1739، وأبو يعلى في مسنده  رقم 7118، والحاكم في المستدرك (1/547)، والحافظ ابن حجر في نتائج الأفكار(1/79)  قال الحاكم: هذا حديث صحيح كما في الحاوي (2/2) وقال الحافظ: هذا حديث حسن. 
(4) حديث علي عَلِيٌّ رضي الله عنه ، أَنَّ فَاطِمَةَ اشْتَكَتْ مَا تَلْقَى مِنْ أَثَرِ الرَّحَى فِي يَدِهَا، وَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْيٌ فَانْطَلَقَتْ، فَلَمْ تَجِدْهُ، وَلَقِيَتْ عَائِشَةَ فَأَخْبَرَتْهَا، فَلَمَّا جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَخْبَرَتْهُ عَائِشَةُ بِمَجِيءِ فَاطِمَةَ إِلَيْهَا، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا فَذَهَبْنَا لِنَقُومَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَى مَكَانِكُمَا " فَقَعَدَ بَيْنَنَا، حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ عَلَى صَدْرِي، فَقَالَ: " أَلَا أُعَلِّمُكُمَا خَيْرًا مِمَّا سَأَلْتُمَا؟ إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا أَنْ تُكَبِّرَا اللهَ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ، وَتُسَبِّحَاهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتَحْمَدَاهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ "  أخرجه البخاري (3705) ، ومسلم (2727) (80) ، (5) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَبَّحَ اللهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَحَمِدَ اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَكَبَّرَ اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، فَتِلْكَ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ " (1) ، ثُمَّ قَالَ: " تَمَامُ الْمِائَةِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، غُفِرَ لَهُ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ " أخرج البخاري (843) وأخرجه مسلم (597). (6) حديث كعب بن عجرة رضي الله عنه أخرجه مسلم (598). (7) حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه، أخرجه أبو داود (5065)  والترمذي (3709) والنسائي 3/ 79 وابن ماجة (926)، وهو في "مسند أحمد" (6498) و "صحيح ابن حبان" (2012) . (8) حديث أبي هريرة رضي الله عنه أخرجه البخاري (3292) ، ومسلم (596).   (9) حديث أبي أيوب رضي الله عنه أخرجه البخاري (6404) ، ومسلم (2696). (10) البخاري (6405)، ومسلم (2691) عن أبي هريرة رضي الله عنه. (11) حديث جابر رضي الله عنه أخرجه الترمذي (3464) وابن حبان(826). (12) أثر ابن مسعود رضي الله عنه: أخرجه الدارمي رحمه الله في "سننه" (210) والبخاري في (التاريخ الكبير) (6/382 ) وعبد الرزاق في (المصنف)(5409)، وعبد الله ابن أحمد في (زوائد الزهد) (ص428) والطبراني في "الكبير" (8636) وأبو نعيم في (حلية الأولياء)(4/380-381).


التعليقات