مصدر الفتوى :
فتاوى المسجد الحرام - الحج 1436
السؤال :

يقول السائل : هل يوجد حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم "أن من حضر أربعين صلاة، أدرك تكبيرة الإحرام كتبت له براءة من النفاق، وبراءة من النار))؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
هذا حديث معروف، حديث ـأنس عند الترمذي(1)، رواه ابن ماجة من رواية عمر(2)، وله روايات، والحديث فيه خلاف، والأظهر أن الحديث ضعيف بالنظر إلى طرقه، وإن كان من جهة المعنى قد يشهد له عموم الأدلة أن ملازمة المساجد، وإدراك الصلاة فيها خير كثير، وفي حديث سعيد الخدري عند الترمذي أنه عليه الصلاة والسلام قال: (( إذا رأيت الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان)) (3) وهذا الحديث ابن دراج عن ابن الهيثم، وابن الدراج رواياته ضعيفة، لكن أحاديث ضعيفة عند جماهير أهل العلم، يحتج بها في هذه الفضائل، لكن في هذه الفضائل المقدرة موضع نظر، في الجملة حديث ضعيف كما تقدم، وإدراك تكبيرة الإحرام والمسار عليها، فضلها معلوم وثابت في هديه عليه الصلاة والسلام، والمبادرة إلى الصلاة في أول وقتها، ففي الحديث (( أي العمل أفضل قال الصلاة على وقتها)) (4) وفي غير ذلك إدراك تكبيرة الإحرام، فهي من أفضل الأعمال، ولأجل الأعمال في هذه العبادة العظيمة، ومن كان محافظا على الصلاة يقصد ذلك وجه الله، هذا دليل على إيمانه وتقواه، إذا المحرك والباعث له  هو الإيمان، وهذا ضد النفاق، جاء من حديث أبي هريرة ((إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ لَا يَنْهَزُهُ إِلَّا الصَّلَاةُ، لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ، فَلَمْ يَخْطُ خَطْوَةً إِلَّا رُفِعَ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ، وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ، حَتَّى يَدْخُلَ الْمَسْجِدَ،)) (5) الحديث، فلا شك أن الذي يقصد إلى الصلاة، ويحرص على إدراكها إلى أولها، وإدراك تكبيرة الإحرام ولا تفوته، لا يدفعه إلا الإيمان، فيكون فيه الدلالة على السلامة من النفاق، ومن حقق هذا المعنى، يرجى له النجاة من النار، أما هذا الخبر فكما تقدم أن سنده بطرق ضعيفة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)أخرجه الترمذي (241) عن أنس مرفوعاً وموقوفاً بلفظ: من صلَّى لله أربعين يوما في جماعة يُدرِك التكبيرة الأولى، كُتِبت له براءتان: براءةٌ من النار، وبراءةٌ من النفاق. ورجح الموقوف.  (2) أخرجه ابن ماجة في «سننه» (1/ 261 رقم 798) وله علَّة ، وهي الانقطاع بين عُمارة بن غَزية وأنس، قال الترمذي (2/ 9) وهذا حديث غير محفوظ، وهو حديث مرسل، عُمارة بن غَزية لم يُدرك أنس بن مالك. (3) أخرجه الترمذي (2617) وابن ماجة (802) وهو في "مسند أحمد" (11651)، و"صحيح ابن حبان" (1721). (4)البخاري في "صحيحه " (527) وفي "الأدب المفرد" (1) ، ومسلم (85) (139). (5)أخرجه البخاري (2119) ومسلم (272) (649).


التعليقات