مصدر الفتوى :
فتاوى المسجد الحرام - رمضان 1437
السؤال :

يقول السائل : هل يصح حديث «الحجر الأسود يمين الله في الأرض» وكذلك الركن اليماني ؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; ليس الركن اليماني يمين الله في الأرض.إنما الخبر جاء في الحجر الأسود عن ابن عباس: «الحجر الأسود يمين الله في الأرض فمن قبله فكأنما قبل يمين الله»(1).أولًا: الحديث لا يثبت، الأمر الثاني: نفس الحديث فيه فكأنما قبَّله فنَّزل الحجر منزلة من إذا استلمته أو قبلته بمنزلة اليمني للملك قال: يمين الملك «فكأنما قبَّله يمين الله»: ففيه مشبَّه ومشبَّه به ليس أن المعني أنه يمين الله إنما قال فكأنما قبَّله مثل ما شبَّه النبي عليه الصلاة والسلام الرؤية برؤيا القمر حينما قال: «كما ترون القمر ليلة البدر»(2)، والحديث تكلم فيه لكنه لا يثبت مرفوعًا جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)أخرجه أبو بكر بن خلاد في " الفوائد " ( 1 / 224 / 2 ) و ابن عدي ( 17 / 2 (و ابن بشران في " الأمالي  ( 2 / 3 / 1 ) و الخطيب ( 6 / 328 ) و عنه ابن الجوزي في " الواهيات " ( 2 / 84 / 944 ) من طريق إسحاق بن بشر الكاهلي ، حدثنا أبو معشر المدائني عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا .ذكره الخطيب في ترجمة الكاهلي هذا و قال : يروي عن مالك و غيره من الرفعاء أحاديث منكرة ، ثم ساق له هذا الحديث ثم روى تكذيبه عن أبي بكر بن أبي شيبة ، و قد كذبه أيضا موسى بن هارون و أبو زرعة ، و قال ابن عدي عقب الحديث : هو في عداد من يضع الحديث ، و كذا قال الدارقطني كما في " الميزان "، و زاد ابن الجوزي : لا يصح ، و أبو معشر ضعيف .و قال المناوي متعقبا على السيوطي حيث أورده في " الجامع " من رواية الخطيب و ابن عساكر : قال ابن الجوزي : حديث لا يصح ، و قال ابن العربي: هذا حديث باطل فلا يلتفت إليه .ثم وجدت للكاهلي متابعا ،و هو أحمد بن يونس الكوفي ، و هو ثقة أخرجه ابن عساكر( 15 / 90 / 2 )  من طريق أبي علي الأهوازي ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن جعفرابن عبيد الله الكلاعي الحمصي بسنده عنه به ، أورده في ترجمة الكلاعي هذا ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، لكن أبو علي الأهوازي متهم ، فالحديث باطل على كل حال ، ثم رأيت ابن قتيبة أخرج الحديث في " غريب الحديث "( 3 / 107 /1(   عن إبراهيم بن يزيد عن عطاء عن ابن عباس موقوفا عليه ، و الوقف أشبه و إن كان سنده ضعيف جدا ، فإن إبراهيم هذا و هو الخوزي متروك كما قال أحمد و النسائي ، لكن روي الحديث بسند آخر ضعيف عن ابن عمرو رواه ابن خزيمة ( 2737 (و الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 33 / 2 ) ، و قال : تفرد به عبد الله بن المؤمل و لذا ضعفه البيهقي في " الأسماء " ( ص 333 ) و هو مخرج في " التعليق الرغيب  "( 2 / 123 ) (2)أخرجه البخاري في "صحيحه" (554) و (4851) و (7434) ، ومسلم (633) (211).


التعليقات