مصدر الفتوى :
اللقاء المفتوح
السؤال :

ما حكم إهداء مديرة المدرسة هدية من المدرسات؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ;  الهدية تارةً تكون رشوةً واضحة هذه لا خلاف في منعها، يعني أن يُنوى بها رشوة من يُهدى لأجل أن لا يقضي بالحق أو أن تفضل المديرة إحدى المدرسات أو أن تتساهل معها فهذا لا يجوز من المهدية ومن القابلة للهدية وهذه رشوة وهي حرام, الحالة الثانية أن تكون هديةً واضحة مثل لو كانت مديرة مدرسة تهدي لها المدرسة أو المدرسات هدية وكان هذا معتادًا بينهن قبل أن تكون مديرة في العمل فتستمر معها الهدية فلا بأس بذلك لأنه لم يستجد شيء جديد، ولذا لا تزيد في الهدية بحكم هذا المنصب الذي تبوأته في إدارة المدرسة، الحال الثالث إذا كانت المدرسات لم يقصدن بذلك الرشوة إنما لكونها مديرة مدرسة، هل يجوز أن يهدوها؟ الأظهر والله أعلم أنه لا يجوز؛ لأنه وإن لم تكن رشوة لكنها هدية للعمل، وبعض الناس يقول ليس قصده أن تتساهل معها مديرة العمل ويعتقد أن ذلك يجوز، فإذا كان هذا قصدك فهذا رشوة؛ النبي صلوات الله عليه قال: «هدايا العمال غلول»(1). فإن كانت يقصد بها هذه كانت رشوةً محرمة بلا خلاف، وكذلك الهدية هدايا العمال غلول هذا في حديث أبي حميد عند أحمد وإن كان سنده ضعيف عن طريق  إسماعيل بن عياش، لكن ثابت في البخاري حديث أبي حميد في قصة ابن اللتبية وقال: «هلا قعد في بيت أبيه وأمه فينظر أيهدى إليه أم لا؟»(2)، والقاعدة في الشريعة هو سد الأبواب المفضية إلى الأمور المحرمة وإن لم تكن في تلك الحال بهذه النية وهذا القصد لأنها تفضي إليها إفضاءً قريبًا إن لم يكن مباشرًا ، ولا شك أن المدير ونحو ذلك من المسئولين حينما يُهدى له هدية من العمال الذين معه والموظفين له يختلف تعامله ونظرته لمن أهدى إليه ممن لم يُهدِ إليه هذا واقع ويعترف به كلٌ من المهدي والمهدى إليه، ولو زعم خلاف ذلك نقول لو كانت المديرة هذه تركت العمل وجاءت مديرة جديدة، هل تهدون للمديرة الجديدة أو تهدون للمديرة التي تركت العمل؟، يقولون نهدي لجديدة، لماذا أهديتم إليها؟ أهديتم إليها في الحقيقة لأنها مديرة، ولو كانت لأجل الصداقة والصحبة لاستمرت الهدية بعد تركها العمل فالواضح أن الهدية مقصودة لكونها في هذا العمل، ولهذا النبي صلوات الله عليه قال: «فهلا قعد في بيت أبيه وأمه ينظر أن يهدى إليه».  نقول إذا كانت لو تركت العمل يهدى إليها فلا بأس، ولذا سبق أنه إذا كانت تهدي إليها قبل أن تكون مديرة فلا بأس؛ لأنها كانت تهدي إليها وهي في بيتها قبل أن تكون مديرةً لها فتستمر على الهدية وهي تستمر عليها بعد ذلك وربما تزيد؛ لأن الصداقة بينهما اشتدت وقويت؛ لأنها كانت مديرةً لها أو كانت مسئولةً عنها أو مديرًا له أو مسئولًا عنه ونحو ذلك، ومن إحكام الشريعة سد الأبواب والطرق المفضية إلى المحرمات هذا إذا كان الإفضاء مباشرًا أو كان إفضاءً قريبًا، أما الإفضاء البعيد فإن الشريعة لا تعتبره وله أمثلة ونظائر.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) حديث أبي حميد الساعدي رضي الله عنه مرفوعا " هدايا العمال غلول " أخرجه أحمد ( 5 / 425 ) : ثنا إسحاق بن عيسى ثنا إسماعيل ابن عياش عن يحيى بن سعيد عن عروة بن الزبير عن أبي حميد الساعدي به مرفوعاً . وأخرجه أبو القاسم التنوخي في " الفوائد العوالي " ( 5 / 8 / 1 ) والبيهقي في السنن الكبرى ( 10 / 138 ) وأبو نعيم في " القضاء "( 153 / 2 ) من طريق عن إسماعيل بن عياش به . وقال التنوخى وابن عدي : هذا حديث غريب ، لا أعلمه حدث به عن يحيى غير إسماعيل بن عياش بهذا اللفظ  . قلت : وهو ثقة في الشاميين ، ضعيف في غيرهم ، وهذا منه ، فإن يحيى ابن سعيد وهو ابن قيس أبو سعيد القاضى حجازي مدني . فالسند ضعيف ، قول ابن الملقن في " الخلاصة " (1/176) رواه أحمد والبيهقي من رواية أبي حميد الساعدي بإسناد حسن " فيه نظر ، وقال الحافظ في " التلخيص " ( 4 / 189 ) : رواه البيهقى وابن عدي من حديث أبي حميد ، وإسناده ضعيف " (2) أخرجه البخاري رقم  (2597)، ومسلم رقم (1835).


التعليقات