• تاريخ النشر : 31/01/2017
  • 582
مصدر الفتوى :
فتاوى برنامج يستفتونك - قناة الرسالة
السؤال :

يسأل يقول ضرب الطلاب، وهو ذكر طالب في الثانوية لكن؛ هل يختلف الحكم في هذا؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; نعم هو يختلف الحكم صحيح يعني من جهة أنه إذا كانوا الطلاب صغاراً فالأدب أولاً، ويختلف من جهة الحكم، ويختلف أيضاً من جهة قدر الضرب. فإذا كانوا مثلاً صغاراً، فلا بأس فقد أذن النبي بأن قال عليه الصلاة، والسلام "مروا أولادكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر"(1) قال العلماء الصغير الذي يؤدب على الصلاة كذلك يؤدب على سائر الأخلاق؛ فالوالد، والوالدة، ونحوهم ممن له ولاية على الأولاد كذلك المدرس. مثلاً إذا كان له ولاية، ورأى أن الأدب اليسير الأدب الذي يكون في حدود المعقول، خاصة في حق الصغار، لا يكون ضرباً بليغا، ولا يكون فيه أذية. وإذا مثلاً ما أمكن ضبط الأمر في هذا؛ ما في مانع أن يكون الوالي، أو من له ولاية أن يمنع الضرب لأجل سد الباب، ثم تسن، أو تقرر بعض الأمور التي تكون سبب في تخلق الطلاب بالأخلاق الحسنة، هذا ما يتعلق بالصغار. الذين ربما أحياناً يحتاج معهم إلى الأدب اليسير، ولو بالكلمة، ولو بالتوجيه والتعذير عند أهل العلم يبدأ من تغيير ملامح الوجه، وفي الغالب أن الصغار يكون تغيير ملامح الوجه مؤثر، وهناك بعض العقوبات، وبعض التعازير المعنوية، أو النفسية هي أبلغ أحياناً من الضرب الحسي. لكنه كما يقال هو كالضرورة لهذا قال صلى الله عليه، وسلم" مروا أولادكم بالصلاة " ما قال اضربوهم، قال "مروا" الأول لأن النفوس في الغالب تستجيب لهذه الآداب، والأخلاق العظيمة، ثم الطالب، أو الولد من الابن والبنت الذي يؤمر مثلاً سنه، أو سنتين، وثلاث سنوات في الغالب أنه يستجيب، ولو فرض أنه بعد ثلاث سنوات امتنع، ولم يستجيب لا يكون هذا إلا لأمر تغلغل في نفسه يحتاج معه إلى الكي، وآخر دواء الكي. وأنت حينما تربي الأطفال على الأخلاق الحسنة في الغالب أنك لا تحتاج إلى الضرب، ولهذا إذا كان المدرس قدوة، والإدارة قدوة، وكذلك المشرفون، ونحو ذلك فإنه لا يحتاج إلى مثل هذا حينما يربون على الآداب الحسنة، والأخلاق الإسلامية، والكلام الطيب فإنهم يستجيبون. أما الكبير، فالكبير له استقلاله لا يكون ضربه إلا على وجه التعذير، وهذا يكون في الولاية أي من له ولاية في مثل هذا الأمر، فيدرس الأمر، وينظر لأنه ربما يكون تولي المدرس له يترتب عليه مضره، ومفسدة ما دام مكلفا،ً ومستقلاً بتصرفاته إلا على الوجه الذي إذ لا يمكن قطع الشر، والفساد إلا بهذا، وهذا أمرٌ تدرسه إدارة المدرسة، وكذلك من له ولاية، وإشراف على الطلاب.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)أخرجه بطوله أيضاً أبو داود (496)، والترمذي (407) والدارقطني 1/230، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 2/229, [قال الألباني]: حسن صحيح.


التعليقات